تسأل قارئة: ما أنواع سرطانات الكبد؟ .. يجيب عن هذا التساؤل دكتور باهر السيد حماد، أستاذ أمراض وجراحة الكبد، قائلا:
إن السرطانات التى بدأت فى أعضاء أخرى، خاصة القناة الهضمية والثديين والرئتين وغالبا ما تبدأ فى النمو، فالكبد معرض للسرطان الانبثاثى بسبب كبر حجمه وكمية الدم الضخمة التى تدفق من خلاله، فالسرطان أو الورم السرطانى الذى يبدأ فى الكبد يسمى السرطان الكبدى الأولى Primary Liver Cancer
وثمة نوعان من السرطان الكبدى الأولى وهما:
- الهيباتوما أو سرطان الخلايا الكبدية Hepatoma
تنشأ الهيباتوما فى الخلايا الكبدية وهى أكثر شيوعا فى الرجال الذين يعانون مرضا طويل الأمد بالكبد (التليف الكبدى، الالتهاب الكبدى "ب" و"ج") والذين هم فوق سن الخمسين.
- سرطان القنوات الصفراوية Cholangiocarcinoma
ينشأ سرطان القنوات الصفراوية فى القنوات الصفراوية ويميل إلى إصابة صغار البالغين دون وجود مرض كبدى مزمن، وهو أكثر شيوعا فى المصابين بالتهاب القولون التقرحى والمرض الالتهابى المعوى، فسرطان الكبد هو نمو غير طبيعى وغير منتظم لخلايا الكبد فى حال كان الورم أوليا، أما إذا كان ثانويا فإنه يكون منتشرا من عضو آخر بالجسم وصولًا للكبد، فسرطان الكبد من السرطانات الشائعة جدًا فى العالم، يعتبر ثالث سرطان شيوعًا فى العالم.
ويكثر سرطان الكبد فى منطقة الشرق الأقصى والدول العربية (السعودية ومصر) وشمال أفريقيا فهناك أنواع لأورام الكبد: حميد وخبيث، فالخبيث قد يكون ناتجا من الكبد أو من عضو آخر منتشر إلى الكبد، فسرطان الكبد ينقسم إلى عدة أنواع حسب نوع الورم.
ولكن فى معظم الأحيان الإصابة به تعتبر من أخطر أمراض العصر وعلاجه ليس بالسهل، وهناك عدة أسباب لسرطان الكبد، حيث يصاب الكبد بعدة أمراض فمنها الحاد والمزمن وأكثر الأمراض شيوعًا هى الفيروسات فمنها E-D-C-B-A
كما أن هناك أمراضا أخرى تسبب تليف الكبد ومن ثم الإصابة بالسرطان، مثل الأمراض الناتجة عن كثرة النحاس أو زيادة الحديد وترسبها بالكبد، أو الأمراض الناتجة عن الإصابة بالتهاب الكبد الناتجة عن المناعة الذاتية، حيث يحدث التليف لأن مناعة الجسم تهاجم الكبد أو الخلايا الكبدية أو القنوات المرارية ومن ثم الإصابة بالتليف ثم بالسرطان إذا ما عولجت فى وقتها.
كما أن التليف قد يحدث لأسباب أخرى فمنها الالتهاب الناتج عن كثرة الدهون أو الأدوية أو الكحول أو المواد السامة الأخرى، وأغلب سرطان الكبد يبدأ بعد ما تصاب الكبد بالتليف وغالبًا ما يكون ناتجًا عن الإصابة بفيروسات الكبد HBV أو HCV.
ولأن الوقاية أهم من العلاج وخصوصًا أن سرطان الكبد يعتبر من الأمراض المستعصى علاجها فإن علاج الأسباب أهم من علاج المرض عندما يتم تشخيصه، فعند الإصابة بالسرطان قد ينتقل هذا السرطان إلى الكبد عن طريق الدم أو الجهاز اللمفاوى وهذا يكون سرطانا ثانويا وليس سرطان الكبد.
وهناك عدة أعراض لسرطان الكبد فغالبا لا يسبب سرطان الكبد فى مراحله المبكرة أية أعراض فعندما يبدأ ظهور الأعراض يكون الألم فى الجزء العلوى الأيمن من البطن من أوائل الأعراض المميزة، بالإضافة إلى الإعياء ونقصان الوزن وفقدان الشهية.
أما اليرقان وتراكم السوائل فى البطن فهما من الأعراض التى تحدث فى المراحل الأكثر تقدما.
ونستطيع تلخيص أهم أعراض سرطان الكبد بالنقاط التالية:
*نقص فى الوزن.
*ضعف عام وإحساس بالتعب مع خمول.
*قلة الشهية.
*حرارة– صفار.
*آلام فى أعلى البطن.
*اصفرار الجسم ومقلة العين.
*الغثيان و التقيؤ.
*ارتفاع فى درجة الحرارة.
*سوء حالة المريض من مرض مزمن فى الكبد إلى ظهور أعراض أخرى كزيادة فى سائل البطن أو نزيف من الدوالى فى المرىء أو ظهور حالة بما يسمى السبات الكبدى.
أما طرق علاج سرطان الكبد فهى:
1. التدخل الجراحى إذا كان المرض موضعيا أو فى أحد فصوص الكبد، حيث فى حالات الأورام الكبدية الأولية التى لم تنتشر بعد خارج الكبد يكون من الممكن أحيانا للجراحة أن تستأصل الورم السرطانى كله، مما يعطى أملا فى الشفاء.
فى معظم حالات الأورام الكبدية الأولية وفى كل الأورام الكبدية الثانوية يجرى الاستئصال الجراحى للورم فقط إذا كان الورم يعوق أحد التراكيب الحيوية أو يسدها مثل القناة الصفراوية.
2. العلاج الكيميائى عن طريق الوريد أو مباشرة إلى شريان الكبد الأساسى. (عن طريق القسطرة بحيث تعطى جرعات مركزة عن طريق أنبوبة القسطرة الداخلة من شريان الفخذ والواصلة إلى الشرايين المغذية للسرطان. وقد أثبتت هذه الطريقة نجاحات عدة ولها انتشار واسع) حيث يمكن إعطاء العلاج الكيماوى عن طريق الحقن (من خلال قسطرة)، مباشرة إلى داخل الشريان الذى يغذى الورم بالدم، وبهذه الطريقة يمكن إيصال تركيزات عالية من الدواء السام إلى الورم، فلا يصل منه إلى باقى الجسم إلا تركيزات قليلة.
3. العلاج الإشعاعى كعلاج تلطيفى ولتقليل الألم.
4. علاج الورم بالتجميد:
حيث يتم تجميد الورم بواسطة إبرة داخل الورم.
5. زراعة الكبد (من شخص ميت أو حى وهذه أثبتت نجاحا كبيرا فى علاج هذا المرض، ولكن يجب أن يتم ذلك بسرعة حيث إن سرطان الكبد قد ينتشر خارج الكبد إذا لم تتم الزراعة مبكرا).
ويتم الحصول على أكباد لزرعها من أشخاص ماتوا بسبب إصابة بالرأس، وهم دون الستين عاما ولديهم أكباد سليمة وفصيلة دم كل منهم متوافقة وكذلك حجم الكبد مناسب.
وهى عملية جراحية دقيقة وشاقة وينصح بإجرائها فقط للأطفال والبغالين الذى يعانون من مرض شديد بالكبد الذى يمكن أن يكون مميتا أو مقصرا للحياة بشكل خطير أو يمكن أن يتقدم حتى يسبب تلفا مستديما بالمخ.
فى نفس الوقت يجب أن يكون المريض(المتلقى) حالته الصحية تفوق الحد الأدنى المطلوب لكى يتحمل تلك الجراحة المرهقة بدنيا ويتحمل ما بعدها من فترة لازمة للتعافى بعد العملية.
إن الأطفال الذين تُزرع لهم أكباد جديدة غالبا ما يكونون قد ولدوا بأكباد مشوهة ناقصة التكوين.
أما فى الحالات التى تجيز زراعة الكبد فى البالغين فتشمل ما يلى:
- التليف الكبدى.
- التهاب القنوات الصفراوية التصلبى (وهى صورة نادرة من التهاب القنوات الصفراوية).
- جلطة وريدية كبدية(انسداد فى وريد كبدى).
- التهاب كبدى حاد شديد مهدد للحياة.
- الالتهاب الكبدى الفيروسى المزمن.
- السرطانات التى تنشأ فى الكبد.
الكاتب: أسماء عبد العزيز
المصدر: موقع اليوم السابع